النتيجة دلوقت ان فيه مدارس مرعوبة من زيارة الوزير، لأن فيه حاجات صعب تتغير بين يوم وليلة». بهذه الجملة المفصلة وضع وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط محمد نجيب حسيب يده بشجاعة على «داء» عميق من مشاكل التعليم فى مصر، وهو يضيف بالشجاعة نفسها: «ادينى الامان وانا أشتغل صح. فيه تعليمات كتيرة فى وزارة التربية والتعليم هى سبب المشاكل اللى تراكمت فى المدارس، وخلت التلاميذ يفضلوا يغيبوا عن المدرسة، وضيعت هيبة المعلم، وبقت نتائج الامتحانات فى الآخر وهم كبير».
الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت موجة طوارئ فى كل مدارس مصر، اسمها «الوزير جاى فى زيارة مفاجئة»، بعد واقعة حلوان التى راح ضحيتها 110 مدرسين وإداريين، عاقبهم الوزير على ما وصفه «بالإهمال والتقصير، فى زيارة مفاجئة».
حسيب يرى أن التقصير فى عملية التعليم تسبق الالتزام الوظيفى بالحضور والانصراف، «الوزير قال لنا نبطل حكاية كله تمام يا أفندم دى، فقلت له: هناك قرارات وزارية فى حاجة إلى إعادة نظر لتنتظم الأمور فى المدارس، واعترفت بأنى أخالف الكثير من هذه التعليمات، منها قرار السماح للطالب الذى يتأخر عن المدرسة بالدخول مهما تأخر، فكيف ينتظم طابور الصباح وكل طالب يأتى فى موعد مختلف؟. ومنها قرار عدم ربط تسليم الكتب بدفع المصروفات الدراسية الذى أوصل نسبة سداد المصروفات فى اسيوط عام 2006 إلى 30% فقط من الطلاب». حسيب خالف التعليمات وربط تسليم الكتب بالسداد، «فارتفعت نسبة السداد إلى مايفوق 95 %».
فى زيارة الوزير الأخيرة لمدرسة الأميرية الإعدادية، قال له أحد الموجهين: لن ينصلح حال التعليم إلا إذا فصلنا السياسة عن التعليم. سأل الوزير: يعنى ايه؟
ورد الرجل: منذ سنوات نعانى وجود تعليمات شفهية بأن ينجح أكبر عدد من التلاميذ حتى دون أن يستحقوا، ليتركوا أماكنهم للقادمين الجدد.
النجاح «الإجبارى» جعل تلاميذ بالإعدادية لا يجيدون القراءة والكتابة. يتذكر نجيب حين بدأ عمله بالتعليم معلما للكيمياء فى التعليم الزراعى بالجيزة، كانت التعليمات الشفهية تقضى بالتهاون فى أعمال المراقبة والتصحيح فى الامتحانات، حتى لا تقل نتيجة المدرسة عن نسبة معينة. ومع قرار الوزير الأسبق حسين كامل بهاء الدين بتحويل المدرسة التى تقل بها نسب النجاح إلى التحقيق وتوقيع الجزاءات على معلميها ومسئوليها، ظهرت العبارة الشهيرة «مشى حالك» لتصبح شعار المرحلة، وتواكب مع هذا قرار منع الضرب فى المدارس، وساعد على ذلك صدور قانون بمنع فصل أى تلميذ خلال مرحلة التعليم الأساسى حتى لو استنفد مرات الرسوب.
يتذكر حسيب حين انتقل للعمل فى أسيوط كوكيل وزارة وكان يذهب إلى المدارس بنفسه خلال طابور الصباح، ولا يسمح للطلاب أو الطالبات اللاتى يتأخرن عن طابور الصباح بالدخول إلى المدرسة، وواجهه بعض أولياء الأمور مستنكرين طرد التلميذة المتأخرة، فقال: ولماذا تأتى متأخرة؟. وظل يطبق القاعدة لمدة 3 أيام، حتى يعرف الجميع أنه لن يستثنى منها أحدا. فى اليوم الأول تأخرت 50 طالبة، وفى اليوم الثانى كن 15 فقط، وفى اليوم الثالث أصبحن 10 تلميذات، «عاقبتهن بالبقاء فى الفناء لمدة حصتين عقابا لهن، فانتظمت الامور، لأن الناس مازالت تخاف من العقاب».
لكن التخويف بالعقوبات لا يكفى. سعد عبدالنور مدرس اللغة العربية بالجيزة يتمنى أن يرى الحوافز والمكافآت بجانب التلويح بالعقوبة، «الطلبة يرون الشارع أفضل من المدرسة، التى تفتقر للأنشطة والجاذبية. لا موسيقى ولا تربية رياضية ولا فنون، ولا حتى أنشطة زراعية. إنهم يفضلون الإنترنت كافيه على الفصول، ويأتون فقط لتسليم ملفات الإنجاز وأنشطة أعمال السنة، التى يجهزونها بشكل صورى عن طريق الإنترنت، دون بحث حقيقى أو فهم».
يبتسم حسيب، وكيل الوزارة فى أسيوط، أخيرا وهو يقول: التعليمات نفسها تشجع الطلاب على عدم الانتظام فى الدراسة خاصة طلاب الثانوية العامة. ونضحك على أنفسنا ونقول ان المدرسة لازم تكون جاذبة.
يشرح حسيب أن التعليمات تقضى بإرسال إنذارات لمن يتغيب عن المدرسة، وبعد الإنذار الثالث يحول الطالب إلى نظام المنازل، وهو ما يريده الطالب وولى أمره، لأن نظام المنازل لن يمنع الطالب من دخول الامتحان ولا يحرمه من دخول أى كلية.
يصمت نجيب برهة ثم يقول: لن ينصلح الحال التعليمى إلا اذا واجهنا أنفسنا بمشكلاتنا، وأن يأتى هذا من قمة الهرم، أن يطمئن الوزير قيادات التعليم بعدم الخوف من الإعلان عن النتائج الواقعية لمستوى الطلاب، وألا يخشى مدير مدرسة أو معلمون من اعلان نتيجة المدرسة الحقيقية حتى ان كانت «لم ينجح أحد»، التى كانت أمرا عاديا فى السابق وكنا نتندر بها: مدرسة النجاح لم ينجح أحد».
الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت موجة طوارئ فى كل مدارس مصر، اسمها «الوزير جاى فى زيارة مفاجئة»، بعد واقعة حلوان التى راح ضحيتها 110 مدرسين وإداريين، عاقبهم الوزير على ما وصفه «بالإهمال والتقصير، فى زيارة مفاجئة».
حسيب يرى أن التقصير فى عملية التعليم تسبق الالتزام الوظيفى بالحضور والانصراف، «الوزير قال لنا نبطل حكاية كله تمام يا أفندم دى، فقلت له: هناك قرارات وزارية فى حاجة إلى إعادة نظر لتنتظم الأمور فى المدارس، واعترفت بأنى أخالف الكثير من هذه التعليمات، منها قرار السماح للطالب الذى يتأخر عن المدرسة بالدخول مهما تأخر، فكيف ينتظم طابور الصباح وكل طالب يأتى فى موعد مختلف؟. ومنها قرار عدم ربط تسليم الكتب بدفع المصروفات الدراسية الذى أوصل نسبة سداد المصروفات فى اسيوط عام 2006 إلى 30% فقط من الطلاب». حسيب خالف التعليمات وربط تسليم الكتب بالسداد، «فارتفعت نسبة السداد إلى مايفوق 95 %».
فى زيارة الوزير الأخيرة لمدرسة الأميرية الإعدادية، قال له أحد الموجهين: لن ينصلح حال التعليم إلا إذا فصلنا السياسة عن التعليم. سأل الوزير: يعنى ايه؟
ورد الرجل: منذ سنوات نعانى وجود تعليمات شفهية بأن ينجح أكبر عدد من التلاميذ حتى دون أن يستحقوا، ليتركوا أماكنهم للقادمين الجدد.
النجاح «الإجبارى» جعل تلاميذ بالإعدادية لا يجيدون القراءة والكتابة. يتذكر نجيب حين بدأ عمله بالتعليم معلما للكيمياء فى التعليم الزراعى بالجيزة، كانت التعليمات الشفهية تقضى بالتهاون فى أعمال المراقبة والتصحيح فى الامتحانات، حتى لا تقل نتيجة المدرسة عن نسبة معينة. ومع قرار الوزير الأسبق حسين كامل بهاء الدين بتحويل المدرسة التى تقل بها نسب النجاح إلى التحقيق وتوقيع الجزاءات على معلميها ومسئوليها، ظهرت العبارة الشهيرة «مشى حالك» لتصبح شعار المرحلة، وتواكب مع هذا قرار منع الضرب فى المدارس، وساعد على ذلك صدور قانون بمنع فصل أى تلميذ خلال مرحلة التعليم الأساسى حتى لو استنفد مرات الرسوب.
يتذكر حسيب حين انتقل للعمل فى أسيوط كوكيل وزارة وكان يذهب إلى المدارس بنفسه خلال طابور الصباح، ولا يسمح للطلاب أو الطالبات اللاتى يتأخرن عن طابور الصباح بالدخول إلى المدرسة، وواجهه بعض أولياء الأمور مستنكرين طرد التلميذة المتأخرة، فقال: ولماذا تأتى متأخرة؟. وظل يطبق القاعدة لمدة 3 أيام، حتى يعرف الجميع أنه لن يستثنى منها أحدا. فى اليوم الأول تأخرت 50 طالبة، وفى اليوم الثانى كن 15 فقط، وفى اليوم الثالث أصبحن 10 تلميذات، «عاقبتهن بالبقاء فى الفناء لمدة حصتين عقابا لهن، فانتظمت الامور، لأن الناس مازالت تخاف من العقاب».
لكن التخويف بالعقوبات لا يكفى. سعد عبدالنور مدرس اللغة العربية بالجيزة يتمنى أن يرى الحوافز والمكافآت بجانب التلويح بالعقوبة، «الطلبة يرون الشارع أفضل من المدرسة، التى تفتقر للأنشطة والجاذبية. لا موسيقى ولا تربية رياضية ولا فنون، ولا حتى أنشطة زراعية. إنهم يفضلون الإنترنت كافيه على الفصول، ويأتون فقط لتسليم ملفات الإنجاز وأنشطة أعمال السنة، التى يجهزونها بشكل صورى عن طريق الإنترنت، دون بحث حقيقى أو فهم».
يبتسم حسيب، وكيل الوزارة فى أسيوط، أخيرا وهو يقول: التعليمات نفسها تشجع الطلاب على عدم الانتظام فى الدراسة خاصة طلاب الثانوية العامة. ونضحك على أنفسنا ونقول ان المدرسة لازم تكون جاذبة.
يشرح حسيب أن التعليمات تقضى بإرسال إنذارات لمن يتغيب عن المدرسة، وبعد الإنذار الثالث يحول الطالب إلى نظام المنازل، وهو ما يريده الطالب وولى أمره، لأن نظام المنازل لن يمنع الطالب من دخول الامتحان ولا يحرمه من دخول أى كلية.
يصمت نجيب برهة ثم يقول: لن ينصلح الحال التعليمى إلا اذا واجهنا أنفسنا بمشكلاتنا، وأن يأتى هذا من قمة الهرم، أن يطمئن الوزير قيادات التعليم بعدم الخوف من الإعلان عن النتائج الواقعية لمستوى الطلاب، وألا يخشى مدير مدرسة أو معلمون من اعلان نتيجة المدرسة الحقيقية حتى ان كانت «لم ينجح أحد»، التى كانت أمرا عاديا فى السابق وكنا نتندر بها: مدرسة النجاح لم ينجح أحد».
الأربعاء يوليو 27, 2011 7:02 pm من طرف عمرو الامامى
» إصابة 10 أشخاص فى مشاجرة بسبب الخلاف على "حد" أرض زراعية بقنا
الخميس أكتوبر 21, 2010 4:41 pm من طرف مدير المنتدي
» مصرع طفل صعقاً بالكهرباء فى قنا
السبت أكتوبر 02, 2010 10:38 am من طرف مدير المنتدي
» اسماء المدرسون والعاملين بالمدرسه
السبت أغسطس 28, 2010 7:31 am من طرف I,m alone in my live
» إسبانيا بطلا لكأس العالم لأول مرة ..
الثلاثاء يوليو 13, 2010 3:25 pm من طرف ايهاب الشعار
» حزب التجمع يعلن أسماء مرشحيه في قنا و الأقصر
الثلاثاء يوليو 13, 2010 3:15 pm من طرف ايهاب الشعار
» حواااااااااار ساخن لدرجة التجمد !!!!
الخميس مايو 06, 2010 8:11 pm من طرف مدير المنتدي
» تصرفات الام بعد 3 اطفااااااااااااااااااال
الخميس مايو 06, 2010 7:48 pm من طرف مدير المنتدي
» تأجيل محاكمة المتهم باغتصاب طفلة فرشوط إلى 19 أبريل
السبت أبريل 17, 2010 4:02 pm من طرف مدير المنتدي